” الصّـامتونَ هُم أكثرُ النّاسِ ضجيجًا ، قلوبهم مَلأى بأشياءَ لا يبلُغها ألفُ ثرثَار ! ..
فرفقًا بـ ” الصّامتِ ” أكثرَ من غيرهِ ..!
سكوتُهم وسكونُهم المغلّف بالعجزِ عن الحديثِ ، وأحاديثهم المخبّئة في أسوارهم …
لا يعني أنّهم متبلّدو الإحساس ،
أو أنّهم لا يشعرونَ كمَا يشعرُ غيرهم ،
أو أنّهم فارغون من المشاعرِ والعواطفِ !
رفقًا بهم ، وبقلوبهم !
لا تزد أوجاعهم ،
ولا تكسرْ أفئدتهم ..
فلَقلُوبهم أشدُّ هشاشةً من ورقةِ خريفٍ بائسة ! ..
ثمّ إنّك إن جرحت أحدهم فسيُؤْثر الصّمت - كما عادتُه - على أن يقول لكَ : عفوًا ، لقد آلمتني ! ..
ليست دعوةً للحزنِ أو ما شابه ..
إنّما هي دعوةٌ لتركِ النّاسِ وشأنهم ،
فهم أدرى لمَ هُم في غياهبِ الوحدةِ والسّكونِ قاطنونَ ..!”
إنّي صـآمت لكِن n